06‏/11‏/2013

صرخة

خلعت عني حجابي وحررت "شعريّ" وتحررت معه دموعي وحدها دون إرادة ,, فور إحساسي بأني توًا وصلت إلى مكان آمن وإنفجرت في البكاء .
قبل ساعة واحدة كان لدي صديقة مثلي أو هكذا ظننت , علاقتها بي أبدًا ما أرضت أمي ولا أعلم لماذا تكره أمي وجود "ميادة " في حياتي .

حدثت "نور" لم يستطع إستيعاب أي حرف مني , قُلت له ببعض الوضوح إن ميادة على علاقة برجلين بحبيبين . فقال ( وماذا في ذلك فالخائنات كُثر ) فقلت ( ليست مجرد علاقة حُب عادية , نور ) فقال بنفس البرود ( والعاهرات أيضًا كُثر ) .
فبكيت بشدة وظل هو يستوقفني بكلمة واحدة : " إهدأي " .
في الحقيقة أنا لست فقط في صدمة من أن تكون صديقتي مثلما وصفها "نور" وإنما انا في صدمة من العالم أجمع ,
كيف تستطيع أن تعرف من هم الأبرياء ؟ 
فالجميع مستتر .. والجميع يتقن الخداع ..
لكني أذكر لنور أنه قال لي ذات يوم ( ميادة ليست جيدة ) سألته (كيف ؟! ) قال ( ملامحها تُشع فجور ) 
عاتبته وأعطيت للخصام حقه بيننا , لم أكن أسمح له بالإساءة لصديقاتي , نور يعرف من هم الأبرياء .. 
حدثتني "ميادة" مُرتَسِمة على نبرتها بقايا براءة .. لم تكن تعلم بأن صديقها _ أحدهما _ صدمني بالحقيقة .. لمّا اشتد الكلم بيننا لمّا قال ليّ عنكِ -خائنة- يا ميادة اضطر لأن يوضح لي بعض مما لا اعلمه عنكِ 
أخبرني بأنهما التقيا ولم يكن أي منهما على يقين بأن الأخر على علاقة بكِ , لم يصدقا بأن هناك امرأة في جبروتك ... انك وبين أحضان هذا تُرسلين رسالة فيها موعد عشق للآخر .
أنتِ لستِ بشعة , أنتِ ضعيفة ... وهذا أبشع
لم أرتضي أن تظل تعاملني على غفلتي , فانفجرت بشلال صاخب وقطعت علاقتي بها أو هكذا ظننت !
ففوجئت برسالة مباشرة أرسلتها مع صديقة لها , تقول أنها تطالبني بالخضوع للطريق التي تجرها أو سوف تخبر أبي بقصة الحب البراء بيني وبين "نور " .
لو فعلًا فعلت فسوف تُقيم القيامة عليّ ... حينها لن يستمع أبي أبدًا لتفاصيل الرواية , سوف يبدأ في حرماني ومنعي وتربيتي من جديد , سوف يرى أنه أخطأ في تربيتي لأن الحب في نظر الشرق يا -نزار - إن لم يكن "تهريبا وتذويرا " فموتًا ثُم لا حُزن على موتى الهوى أبدًا !
أصبت يومها حين قررت سرد كل التهديدات إلى أبي .. فذهبت إليه بينما كانت أمي تزور جارتنا ,, فهي امرأة ريفية لا تدرك أن في الدنيا نفوس مريضة للدرجة تلك ..
- أبي حدث أنه ......
فرد بهدوء وكأنه يهنيء نفسه على حسن الرباية .
- دعيها تنفذ تهديدها وسوف انتظر مكالمتها ولكن ابتعدي عن " نور " .
- حسنًا .
بمنتهى البساطة (حسنًا ) لا داعي أن أحكي لك أن نور هو الذي يحميني من هؤلاء رغمًا عني .. والذي إذا مرضت فلأجله أهتم بيّ لحتى لا أراه حزين عليّ .. هو الذي يهتم بأمري في غيابكم يا أبي , لماذا لا تسألني عن السبب الذي يجعلني أخفي ( نور ) عنكم ؟ 
لأني كنت أعلم أن أول أمر سأوجهه هو أمر بالإفتراق عنه .
وفي بلادنا لا يكتمل الحب بالزواج بعد الأزمة الأقتصادية - وحتى قبلها - !! في الشرق كل الأزمات أبدية !
فلا يعد الشاب بقدرته دخول منزلكم وهو فاره الأكفف ولا عاد بمقدوركم تحمل عبء فتاة أكثر من واحد وعشرون عام ,, لم أقصد العبء المادي بل عبء حديث المارة فوق كوني لم أتزوج حتى الآن .

كم كان سهل عليّ إخبارك بحبي يا أبي وكم تقبلت أنت ذلك , ربما لأني أقرنته بمصيبة فاستهان الحب جارها !
أرأيت كم أن الحب أسهل ؟؟ .... كم ان الحب أسخـــــــــــــــــــــف !! .

هناك تعليقان (2):