10‏/11‏/2013

مسرح الحوليات : مسرحية "معركة الرجل الأخير" ( الفصل الثاني / النسخة النهائية )

رابط الفصل الأول : من هُنا 


( اقترب أنجلو من مُشير كما طلب منه ليتمكن من سماعهِ جيدًا .. )
 أنجلو : ماذا تُريد يا أخي ها أنا أسمعك .
***

اخذ مشير يتاّوه من شدة الالم ..
 مشير : اّه .. اّه ..اّه انجلو من فضلك ساعدنى (حاول انجلو ان يحمل رأس مشير من الأرض واذ به يجد دماءا غزيرة تسيل اثر جرح عميق شج رأس مشير من الخلف )

انجلو : مُشير يا صديقي أنت تنزف بشدة .. إبق معي انظر إليّ فقط ولا تنسى أن تتنفس ... ( كان مُشير لا يتوقف عن ترديد " سوف أموت يا انجلو سوف أموت" بصوت بالكاد يُسمع ,, أراد أنجلو أن يجذب وعي مُشير له بحديث ما لحتى يشعر بهما "ميلر " ) أنجلو :  أتدري يا مُشير لا داعي أبدًا أن تفكر فيما سوف تفعل غداً لتنتقم , ماذا فعل " سيزيف" لمّا عاد لينتقم ؟! .. سيزيف الذي لا يبتعد عن الأفكار الكونية كثيراً إلا واستدعاه أحدنا ليستمع إلى قصته من جديد ,, لم يطلب من الألهه ان تعفيه من العذاب والجحيم بل طلب منها أن تُعيده للحياة الدنيا مرة أخرى لينتقم من زوجته .. التي رمت بجثته في الساحة كما طلب منها أن تفعل إذا مات .. رغم ذلك رأى أن طاعتها له تنافت مع الإنسانية وقرر العودة لينتقم .. لكنه لم يفعل بل ألهته الحياة وجداولها و هواءها الذي حُرم منه في الجحيم ... ولمّا عادت الألهة وغضبت عليه ,, أعادته للجحيم مجدداً اوتدري بماذا عوقب ؟ حينها كان أشد العذابات هي الأعمال التي لا جدوى منها , أن تفعل شيء وتكد فيه ثم أنك بالأخير لا تفعل شيء يُرى ... كانت تنتظره صخرة ضخمة في الجحيم وعليه أن يرفعها على جبل عالٍ ثم يتركها لتتدحرج فيعود ويرفعها من جديد وهكذا فعل سيزيف .. وهكذا نحن نفعل .

(فى هذه الاثناء خرج النائب ميلر من مكتبه مناديا انجلو بصوت أجش غضِب كأنه يبعث باللوم على انجلو ومشير ويلعن صباحهم السىء واذ به يجد مشير غارق بدمائه بين كتفى انجلو وفى غيبوبة تامة فى هذه الاثناء كان مشير تحضر بعقله اللاواعى صور متفرقة مابين مراحل الطفولة والمراهقه والشباب يكاد يسمع صوت امه الحنون وهى تغنى له قبل نومه ثم يقطعها صوت أبيه بقسوة ماهذا الذى تعليمنه اتركيه اريد ابنى ان يصبح رجلا ثم يجتذب مشير من وسط سريره فى ليلته البارده ليقذف به فى الماء المثلج فتنكمش نبضاته قبل جسده ويبكى الصغير الما فتختلط دموعه بالمياه ويحمد الله على ان الدموع لن يفرقها اباه عن الماءحتى لايضطر الى مجلس تأديب وتذنيبه بحجة ان الرجال هم من لايبكون ابدا يرتجف من البرد الى ان تلسعه حمم ذلك الاشعاع اللعين الذى اعده شياطين الارض للقضاء على البشر وابادتهم فى الحروب التى توالت فى الاعوام الاخيرة قبل الاهتداء الى فكرة الهجرة الى الكواكب الاخرى كان هذا الاشعاع بمثابة جرح كبير فى قلب مشير لايندمل ابدا فقد دمر اسرته باكملها وبرغم انه كان ببلده تبعد كثيرا عن مكان الاشعاع وكان وقتها بمهمة سرية الا انه اصابه من هذا الكابوس شيئا اصاب جسده بالحمم وتشوه بعضا من ساقه بالاضافه الى الغثيان الدائم والقىء الذى لا يفارقه ابدا الى وقته هذا ومازال مشير تدغدغه الذكريات الاليمة ويتقلب بين الصور الموجعه فينتفض فى غيبوبته كأنه يصدم كهربيا )
ميلر :انجلو ! ما الذي حدث هنا .... ؟؟؟ ثم ألم آمرك أن تتوجه إلى القائد ؟؟ ... ماذا لو كانت هذه محاولة اغتيال لك و ليست لمشير ؟؟؟ .. ما ذنب هذا المسكين أن يتم قتله عند نهاية خدمته ... , أنت جسمك محقون بمادة تساعده على تفادي ضرر هذا النوع من القنابل ( X.k.H : قنبلة في حجم قطعة نقدية تقريبا ً , تؤثر على الأجساد البشرية 100% فقط ).... لماذا ما زلت واقفا ً ...؟ هيّا تحرك اتصل بالمركبة الاسعافية حالا ً ... هيا تحرك ...,

ذهب انجلو إلى غرفة القيادة للاتصال منها بالمركبة الاسعافية 
بينما جلس ميلر يتأمل وجه مشير و هو يتذكر تاريخه النضالي الطويل ... يتذكر تضحياته , كان أشجع متطوع مرّ على المنظمة خاصة ً بعد معرفته إلى أن الخطر عليه مُضاعف كونه يحمل دما ً أرضيا ً صافيا ً ... و مع ذلك فقد تطوع 
للأسف كانت رغبة ميلر أن يُتم مشير خدمته .. لكن كانت هناك أخبار شبه مؤكدة عن خيانة الجاسوس شاروخان للمنظمة , و ذلك بتحوله إلى جاسوس مزدوج ! .. كان مشير يملك معلومات حول تفاصيل هذه الخيانة , و كان شاروخان يعلم ذلك .. , لذلك لم يشّك ميلر في نية شاروخان بالانتقام ... , و كان أفضل قرار لحماية مشير هي إعفاءه من الخدمة و نقله إلى الوحدات الآمنة .., لكن للأسف كان شاروخان أسرع بخطوة .. فدبر محاولة الاغتيال .. و ربما قد نجح فعلا ً !! ... لكن لا ! ... لن يموت مشير ,, لن يموت ! 

ميلر : انهض يا مشير , انهض و اذهب إلى والدتك و أخبرها أنك قد أنقذت الأرض فعلا ً ... و أنك بكشفك لشاروخان في هذه المرحلة الحساسة من المعركة قد وفرت حياة ملايين الأرضيين ... هيا أنهض أرجوك ..

و لأول مرة ... لأول مرة ... يُجهش ميلر بالبكاء .

انجلو ( عاد إلى مُشير وميلر وهو يصطحب معه طاقم المركبة الإسعافية .. ترك عليهم إسعاف مُشير وذهب هو إلى ميلر ) أنجلو لـ ميلر : أنت تبكي أيها القائد (   لن يتوقع أن ميلر أنهى خدمة مُشير خوفاً عليه ,, أما ميلر فكفكف دمعه على عجلة واستنكر  بكائه أمام أنجلو , ثم وقف دون تردد وألحق بمُشير .. ) ترك أنجلو نظره يرتقي إلى السماء ولم ينتبه لكونه بقى بمفرده في الغرفة الخارجية .. لازال الغبار باقي , حتى أن فراشات الضوء انطفأت مع الإنفجار , وزادت الجدران الكاحلة  ظُلمة المكان .. أخذ أنجلو يُحدث نفسه ) : ما هذا العصر الذي ابتلينا به , لماذا لم أُخلق في الألفية الثانية .. كانت الحياة وقتها هادئة ,,
 لا أستدعي منهم أحدا إلا وشكى من غلو أسعار , من حروب اهلية , من صهاينة ...
 ماهذا الرغد الذي عاشوه ! حياتنا الآن تستدعي الإنتحار حقًا فليس هُناك غلو ولا هناك أسعار من الأساس ولا طعام , كل ما في الأمر " كبسولة " تكفيني لليوم كله .. يتمنوا هم لو أنهم عاشوا زمني وأتمنى أنا لو عدت وعشت بحق كانت ستكفيني الـ 60 عاماً ...
أجمل شيء قد نعمت به هنا هو إني أقرأ التاريخ من أهله , هؤلاء " الأبالسة " دمروا الأرض بمخططاتهم فبعد أن نجحوا في تَملُك مفاتيح البلدان ودمروها شعباً وأرضاً , اضطروا وحدهم أن يواجهوا قادة الفضاء , أليس هم من ظنوا أن قواد الفضاء أيضاً سوف ينحنوا لقائدهم الشيطان الأكبر ؟! أخفقوا ... أصبحنا يدا واحدة عدا هم فلازالوا يستعيدوا جشعهم مرة أخرى ولن يفيقوا من جهلهم أبداً .. لو ما حدث كل هذا ما كنت هُنا وحدي أنتظر أن يأتيني أحد بخبر يطمئنني على صديقي الوحيد . ( عاد ميلر لأنجلو ليحل محله في المقر )

مازال مشير بالغرفة الطبية تقام له الاسعافات المناسبة أما انجلو استقل المركبة الفضائية للذهاب للقائد على عجل .

وهنا يسدل الستار معلنا نهاية الفصل الثانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق