28‏/10‏/2013

مُخير أم مُسير

"وكان الإنسان أكثر شيء جدلا " _من سورة الكهف
 

إلى "مروة عاطف "
دومًا أقول على مثل تلك الأسئلة انها التي يختلف عليها العلماء ثم نقرأ نحن لكل هؤلاء إلى أن نصل لرأي قريب من عقيدتنا وإيماننا . لست الأجدر بالإجابة لكني سوف انقل إليكِ بعض مما توصلت إليه حول هذا السؤال _مقتبسات بتصرف_ .. لأني تعرضت للحيرة في هذا السؤال من قبل .

كان هُناك مقولة لأحد الفلاسفة تقول " أنت حُر فيما أنت مُجبر عليه "
ضرب المثل _ ولله المثل الأعلى _ على مُدَرِس فقال ( إذ اضطررت لدخول أحد الفصول المدرسية هذا يعني أنك مُجبر ,, لكنك سوف تختار الجزء الذي تود شرحه وهذا يعني أنك حُر ) للحقيقة لم استفهم منها شيء .

بعدها قرأت لـ د.مصطفى محمود وسوف أعرض عليكي بعض مما تضمنه كتاب " الوجود والعدم "  وليتك تقرأي له فهو يُجيب عن كثير من مثل هذه الأسئلة وسؤالك إجابته في الكتاب السابق ذكره .
المُهم ... يتعرض د.مصطفى للإجابة على هذا السؤال قائلًا بأن علم الله بالغيب وبمصيرنا لا يتعارض مع كوننا مُخيرين وضرب مثلا  _ ولله المثل الأعلى _ فقال ( الأب يعلم أن ابنه سوف يرسب في نهاية العام الدراسي لأنه يعلم أن ابنه لم يستذكر دروسه طوال العام ... ) فمن المنطقي ان يرسب ... هذا يعني اننا مُخيرين والله يعلم اختيارتنا .
إذًا فعلى هذا نُحاسب ...
لكن الله _سبحانه وتعالى _معنا ولا يتركنا ويُجيب دعوة الداعي إذا دعاه والآية : " وإذا سألك عبادي عني فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
 إذ يمكننا أن نستخيرهُ قبل الشروع في الاختيار ... وهنا ذروة الإيمان بحسب ما قال د.مصطفى ... 
فمن البداية ... نحن حقيقة موجودة ولسنا عرائس مارينت , مُخيرين وعلى حسب اختيارتنا نُحاسب
متاح لنا ان نسير على حسب اختيارتنا والخضوع للنفس ... وأسلم لنا ان نستخير الله _تعالى _الادرى بالخيرة لنا ومن ثَم نشرع في اتخاذ القرارات ... أن تفوضي الله _عز وجل _ أمرك لأنك على يقين بأنه وحده أعلم وأقدر فتستقدريه بقدرته وتستخيريه بعلمه ..
 ***

ماذا عن بعض الإجبار ؟؟
في آية من سورة يونس " وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو " لمّا قرأتها عُدت من جديد اسأل مادام الله الكاشف والآمر فماذا نحن فاعلون وعلى أي شيء نُحاسب .. ثُم بدأت أتفكر في أي ضرر قُصد في الآية
 ماهو الضر ... ؟!
ليّ جار كان يسير بسيارته على الطريق الثالث دون أي مخالفات ,, وإذا بسيارة تنقلب رأسًا على عقب في الهواء ثم تتهاوى من الطريق الأول إلى الطريق الثالث لتستقر فوق سيارة جاري هذا ...
ليكمل حياته في عجز ما ... هذا هو الضر إذًا , لم يكن لنا أن نُقرر ... وبين السطور تلك نعلم أن هناك أذكار للحفظ من شرور الطريق وما إلى ذلك فلكلِ مُسببات ... ولا يُرد القدر إلا " الدُعاء " .
في أخر سورة يونس الآية : " واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين "
 الضرر ثُم الصبر ... هل هو اختبار صبر ؟ بالنسبة لي أؤمن بها هكذا.
ولماذا أصبر ؟
وهذه آية أخرى وأخيرة : "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولم يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " ... توضح ماهية الصبر على البأساء والضراء .

إقرأي لمن قرأت له د.مصطفى محمود ( الوجود والعدم ) سوف تجدينها متكاملة .









هناك 6 تعليقات:

  1. تحترمين عقل قارئك ,لذلك أستمتع في تدويناتك كثيرا ً

    ردحذف
    الردود
    1. شرف ليّ يا طارق ^^ (شُكرًا صديقي الحكيم)

      حذف
  2. بجد اشكرك وهقرأ الكتاب ده اجابتك قوية بالنسية لي ...في بعض التساؤلات جوه عقلي خابفة اطرحها بس فعلا هقرأ الكتاب ده يمكن الاقي في اجابات تحياتي لك ولطارق

    ردحذف
    الردود
    1. مروة , مفيش سؤال ممنوع عند ربنا ... لو بتخافي من الناس فدي حاجة تانية
      أما لو خايفة من ربنا , يبقى اسألي عشان تزيلي الشكوك و يكون إيمانك أقوى و أقوى
      بعد إذن الحكيمة إنجي , ده رابط ممكن يوضحلك فكرتي أكتر : http://bit.ly/1hpQG15

      حذف
    2. يا مروة احنا ديننا دين تفكُر وده اسمه اجتهاد يعني بتُثابي عليه لما تبحثي عن اجابات للأسئلة دي وهيزيدك يقين ...
      ولينك التدوينة ده http://bit.ly/1hpQG15 اقريها قوية جدا من طارق ^^ بتوضح فكرة "البحث"
      وطارق بهنيك على مدونة " بقعة حياة " مميزة ..
      اما عن الحكمة دي هبة من ربنا "اتمنى " لو كنت امتلكها لكن انا فقط بقتبس لمن قرأت لهم باضافات مني لا تُحسب على انها حكمة .. انا فقط استعين بحكمة الأخرين :D

      تحياتي لكِ مروة وتحياتي لكَ طارق :))

      حذف
    3. أكيد أنا شايف الحكمة بمسائل مختلفة و مش بس بالاقتباسات ( و إن كانت إحدى المظاهر يعني ^-^ ).

      حذف