12‏/11‏/2013

مسرح الحوليات : مسرحية " معركة الرجل الاخير " ( الفصل الرابع \ النسخة ماقبل النهائية )



بعد 10 أيام

يدخل صلاح إلى غرفة التحكم في المقر السري ليجد شعاع الليزر مصوبا ً إلى قلبه .. و صوت تكتكات الجهاز ( المشيرة إلى بدأ عمله ) تكاد تفتك بسمعه رغم كونها كالهمس ... لكنه الخوف أيها السادة ! 
قبالة الجهاز كان يقف ( شاروخان ) و في يده جهاز الصعق الذاتي للمقر , كان صلاح يعرف تماما ً وظيفة هذا الجهاز ... : إرسال نبضات تكنوإيرونية  في الأرضية و الجدران مع تشغيل لتيار مائي من السقف .. مما يعني تحويل المقر بأكلمه إلى قفص يذيب كل ما في داخله و  لن ينجو من ذلك إلا الفضائيين 100% , و لم تكن تنطبق هذه الصفة إلا على شاروخان.
صلاح : .....................
شاروخان لا يردّ , بل لم تتغير ملامح وجهه حتى ..,فقط تطل من عينيه نظرات الغضب و الرغبة بالانتقام التي لا يخطئها قلب قاضي ظالم حين يلتقي بمن ظلمهم .
لقد وقع صلاح بالفخ الذي نصبه له ذاك الخبيث ميلر ... شاروخان لم يكن جاسوسا ً مزدوجا ً ! , سجّل ميلر الاتصال الذي دار بينه و بين القائد و أرسله إلى شاروخان .. الذي كان يكره القائد صلاح بطبيعة الحال .. فترك كل ما لديه للانتقام .. تلك كانت نقطة الضعف التي استغلها ميلر .., حرّك الأخير بعض الأوراق و النتيجة : تصريحات نارية من سكان كوكب نبتون .. صلاح تحت رحمة شاروخان .. ميلر يجلس في كرته العازلة للصوت و الضوء .. يضحك!

بالعودة إلى صلاح و شاروخان , صلاح فكر في مخرج ثم وجده فقال : ........... 

لانت ملامح شاروخان بعض الشيء , فأستغل صلاح الفرصة فأردف قائلا ً : .....

---------------------------------------
ما زال مشير في غرفة العمليات المجهرية , فالانفجار أفقده بعض أعضاء جسده و عطل البعض الآخر .. و يستلزمه الآن عملية مجهرية ستستغرق شهرا ً كاملا ً لإعادة تشكيل جسده مع إحياء وظائفه من جديد عن طريق الأجهزة الشبه طبيعية التي سيتم زرعها في داخل مشير .. 
ماكان من المتوقع ابدا ان تسوء حالة مشير النفسية الى هذا الحد فالحادث افقده ساقه اليسرى بالكامل واحدث خلل شديد بفقرات الظهر  بالاضافه الى اضطراب بعض مراكز الذاكرة بالعقل وأحيانا ينسى  اشياءا يراها البعض تافهة لكنها تشعل من نيران جنونه اذ انه يرى هذا النسيان البسيط بمثابة عجز حقيقى ويخشى ان يتطور الامر لاكثر من ذلك ..
الظلام خيم على اجوائه وسكنها يرى العالم من حوله اسود قاتم صار تعس الى ابعد الحدود خاصة انه فقد عمله ومن قبلهه اسرته بيدا ان تدهورصحته وتهتك بعضا من جسده  جاء كضربه قاصمة  له
ماذا بقى له من الحياة ومتاعها  ماذا بقى له ليحيا من اجله لا عائلة ولا عمل وشباب لم يعد له اية فائدة دون الصحه وكل دقيقة تمر تلهب قلبه حقدا وتكسوه حسرة  اصاب ايمانياته بعضا من الخلل وسخط على كل من هم حوله وكان النصيب الاكبر لميلر الذى لن يصفى له ابدا وان جلس تحت قدماه حتى يصفح عنه فان كان هناك شيئا من الانسانيه داخل مشير قبل الحادث فان من بعده تحول الى عروق من الدم الاسود تضخ به  مليئة  بابشع مايكون من البغض  انهار الانسان داخل مشير وحل مكانه الشيطان  لايستطيع الحركة الان حقا لكن ماتبقى له من ذاكرة وعقل سيستغلهما  ليدبر خطة لم تخطر من قبل على عقل بشر ولا جان لتدمير  الحقير ميلر  وسحقه هكذا كان يفكر   ...
سمع خطوات هادئة تقترب منه فظل ينتظر بترقب وحذر الى ان ظهر امامه انجلو فى كامل هيئته فاصاب قلب مشير بالحسرة والحسد الشديد ان انجلو خرج من الحادث دون ان يخدش له ظافر نظرات طويله بينهما لدقائق معدوده ثم اخذ يشير باصبعه لانجلو

شعر انجلو بحركات أصابع مشير تشير إليه فاقترب منه ليسمع ما يريد قوله .. 

مشير : انجلو .. صديقى العزيز المخلص  .. حمد لله على سلامتك .. قالها بشىء من الخبث
ثم استأنف كلامه قائلا اتعلم انك  تكاد ان تكون الصديق الوحيد بل انت الشخص الذى بقى لى من هذه الحياه وتعلم ايضا كم احبك  .. لا لا انتظر لاتقل شيئا مانهيت حديثى  بعد صديقى المخلص المحب  لاتغيب عن بالى ابدا الذكريات الجميلة التى جمعتنا انت دائما تقف بجانبى  اليوم اريد منك خدمة لن انساها لك بعمرى وان فعلتها حقا سأتأكد انك حقا صديقى الوفى
 فى الواقع أنا .. أنا احتاج  منك  ان تحضرلى الجهاز الذى وجدته قبيل الحادث واا ..وااا  أريد منك ايضا شفرة الاتصال بالبيت الاّمن أريد أن اتحدث مع القائد فى امر هام اعلم انك قريب هذه الايام من جنرال ميلر واعلم انك من المؤكد تعلم رقم الشفرة من فضلك انجلو ..


(خيبة الأمل التي تملكت أنجلو بعد سماعه هذه الكلمات قد تكفي لتُصيب عالم باكمله بالإحباط !
توقع أن مشير يود الإنتقام لإنسانيته ولم يكن لديه نسبة شك في هذا .. )
أنجلو مصعوقاً : أنت لم تستمع إلي ليلتها يا مشير !!!
ثم أردف : كُنت فاقداً للوعي بل للإنسانية التي تظن أنها فقط دم أحمر شابح , او جسد بالي ضعيف .. تلك الليلة أخبرتك عن الإنتقام وعن أسطورة "سيزيف " ولا جدوى من أن أكررها على مسمعيك مرة أخرى ,, أنت لا تفرق كثيراً عن أجدادنا الذين التهوا بالحياة وبانتقامتها ,, اشتغلوا بالقتل و بالحرب وبتجارة البشر ... حتى تاجروا بقتلاهم .. الآن يا مشير لا توجد أي خرائط ,, أنا أصبحت لا أعلم من أي بقعة على الأرض أتمني ,, لم نعد بحاجة لنعرف أصولنا ... لأننا الآن واحد عالم واحد علينا أن نحارب من أجل البقاء ,, عدونا هم " الفضائيين " ... ما أضاع الأرض منا هو أن العالم من قبل كان منقسم لدويلات صغيرة .. بل هي دول ! كان يعتقد قاطني كل دولة أن بلاده تسع للعالم أجمع .. 
رغم هذا .. لم يكتفي الحكام حينذاك  بل ذهب كل منهم بمطمعه ليحتل بقعة أخرى على الأرض ... ليصبح حلم كل حاكم هو بناء امبراطورية خاصة به ... امبراطورية يا مشير هو أن تُهيمن السلطة القوية على من هو أضعف وتُسيطر على كل ما بإمكانها الحصول عليه ( مال , ذهب , ... إلخ ) كان شغلهم الشاغر هو "كيف الحصول على المال !! " اقتتلوا للحصول عليه ... روح الانتقام , الحقد ,الكره .. شردتنا نحن شردت أحفادهن ... ألا يكفينا تشرد يا مُشير ؟! عالمنا واحد لم يعد هناك انتماءات ,, تفكر أنت بأي شيء لتختلف عنا أو لنختلف عنك فقط لأن البشر يعشقون "الوقيعة " يعشقون انفسهم ... حب الذات سيمحينا من الكون .

( مشير يفتعل على وجهه بعض ملامح توحي بأنه ينصت لما يقوله أنجلو ,, لكنه في الحقيقة حاله كحال البقية ... لا يعير المضمون أي إهتمام .. هو لأنه يدري أن انجلو في النهاية ينفذ رغبات مُشير ,, ربما شفقة لأنه الضعيف وسط الحرب تلك ... أو أنه يحبه وهذا أرجح ... صمت مشير قليلأ ثم ترجى أنجلو رجاءه الذي بعده النفاذ )


مشير : صدقنى انجلو لن تندم ابدا انا مااريد سوء بجنرال ميلر ولكن احتاج ان اوضح شيئا ما للقائد وانت تعلم انى وقت ما يتم لى الشفاء ساخرج من هنا بلا رجعه اريد  ان لا يسوء ظن القائد الاعلى بى انت تعلم كم هو ساعدنى كثيرا ارجوك انجلو هذه امنيتى الوحيدة ارجوك ...   ساعد صديقك العاجز ... انجلو .. قالها بصوت به خضوع  ثم اردف  .. من فضلك  .. لن انسى لك هذا ابدا
---------------------------------------
تم إحاطة كرة ميلر العازلة بشكل كامل , و تم شحن محيطها الفاصل عن الجو العام بطبقة من الغاز الساحب للهيدروجين .
لن يتم إطلاق أي شيء باتجاه ميلر حين يخرج ... الذي سيحصل هو أنه و بمجرد فتحه لباب كرته سيفنى ذاتيا ً ... جسده  المكون من جزء كبير من الماء ... الماء يحتوي على الهيدروجين ... البقية واضحة !
و فعلا ً تم فتح الباب ... و هنا كانت المفاجأة..




 ******




وهُنا يسدل الستار معلنا نهاية الفصل الرابع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق