كان يجلس منهمكا ً في عمله على مكتبه الصغير في إحدى زواية حجرات الشركة ,
لا يعير من حوله الإهتمام , وليس له إلا الأوراق التي أمامه مستنفذة كل الصبر و العقل ... رغم ذلك مجتهد و لا يقبل أن يعطله أي أمر عن عمله .
لم يكن في الغرفة مكان ليضع هاتفه على " الشاحن "
فاضطر لأن يضعه في " الكافيتريا "
لم يمضي من الوقت الكثير إلا وجاءه الساعي بالهاتف ورنينه المزعج يملأ المكان ,
فأبداً ما استوعب كيف يقوم بتغير اوضاع هاتفه هذا ...
رد على المتصل وكان حارس العقار الذي يسكن فيه مع زوجته ,
- "في واحد عندك في الشقة مع الهانم ".
(صدق أو لا تصدق , فرد الفعل مطلوب للمظهر الإجتماعي حتى وإن لم يؤلمك الأمر كثيرا ً ... أما لو ألمك )
كأن دمائه تقبل على مرحلة الغليان , أو انها بالفعل ثارت
غضب شديد , صوت الصفير ابتدأ ,
والدمع غائر في العيون , يلضم شفتيه ألما ً
ترك كل أوراقه وانطلق إليها ...
لم تفارقه الذكرى طوال الطريق
" هيكون مين وهي ملهاش حد غيري , متعرفش حد غيري , بقى بعد كل ده بتخون !! .... "
ارتكب تصديق الخيانة وراح ينوي قتلها ...
دخل مدخل البناية وفتح باب المصعد الكهربائي ,
وطلب الطابق الرابع ,
( أن تقرر القتل حتما ً لن يعيقك إحساس ذنب أو تسمع صوت للمدعو " ضمير "
ولكن متاح أن تمنعك أشياء اكبر ... )
انطلق المصعد ,
من ثَم , تبلدت مشاعر الانتقام وبقيّ شعور واحد باقتراب الموت من أحدهم
فلقد أنساه الشيطان بوسوسته أن الـمصعد غير قابل للإستخدام _حالياً _ ,
خفق قلبه بشدة ولا يعلم ماذا يفعل .. غير انه يخرج هاتفه ليطلب النجدة ممن هو صاعد لقتلها
"بطارية " الهاتف استنفذت , لكنه حاول تشغيله عله يجد فيه بعض الحياة , فوجد رسالة عطلته عن الإتصال بزوجته
( سماع صوت الصليل _ عن الحديد _ يعلن عن بدأ الرحيل ... )
كانت رسالة زوجته تقول
" تصدق بعد كل السنين دي اخويا افتكرني ؟ ... مستنيينك , متتأخرش "
اُطلق صراح "الأسانسير " في الطابق الثالث ,
صوت سقوط المصعد يدوي ,,
صراخ , نواح ، ثم رجال تندفع على السلالم كأنها تسابق موته ....
مات وهم يهرعون إلى ما تبقى من جبروت موظف تلاعبت به المشاعر وافقده الشيطان ثقته في صاحبته ...
( ستموت حتما ً إذا علمت بموته , من يستطيع أخبارها ؟؟ فانا لا استطيع !!! )
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق