10‏/12‏/2013

جيتاري

فقد العزف على أناملي
لم يعد باستطاعته مصادقتي
لم أعد باستطاعتي احتوائه .. فافترقنا

في أول لقاء لنا .. أذكر إني كنت أخطط لعُرس سريع بعد طول غياب , وبعد اشتياق
لنتفاهم , لكي ابدأ في التعرّف على أحكامه , كنت كما يُريدني أن أكون
وفي لحظة لا أذكر تفاصيلها  ... فقدته ,
صارت أصواته بحّة تؤلمني
أنينه يوجع قلبي
ثُم يبدأ في الصراخ ..
صراخه حتى يشبه بصراخ طفل اكتشف للتو أن أمه ليست هي التي انجبته
يُريد العودة لبيته , لوطنه , لأمه الحقيقية
يصرخ , يصرخ ... تُصدِع صرخاته رأسي
فأُلقيت به في زاوية الغرفة ..
ولازال من يومها هُناك ..

ثمة صدع أحدثته الجراحات
ثمة ذكرى تتردد كلما لامسته , بل ذكريات
أصبح "جيتاري " مستودع لكل الذكريات الموجعة
صوته يجهش كلما حاولت سماع محتوى قلبه وما تسره أوتاره .
يتأرجح رنين البوح بين أعماقه ويصّعد على الهواء بقوة لا تتحكم بها أناملي التي رقتها الدموع كلما جففتها الأوتار ...
أصبحت يا صديقي تؤلمني ,,
أو أصبحت هشة لدرجة لا تؤهلني لمشاركتك العزف
لا تؤهلني على التفاهم معك والمحاولة من جديد
لا تؤهلني لأكمل ما بدأت معك
لا تؤهلني باختصار أن اتعلم كيف أرسل إليك باللمس شعور الأمان , وأجعلك ببساطة تشدو بما كنت دوماً تُخفيه عني ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق