09‏/09‏/2013

طلسم الحرب

- أُمي الطفل يموت , كيف الصغار يموتون قبل المشيب ؟

طفلتي حد الإستيعاب لديها يجعلها تظن أن الموت "للكبار فقط "
قلت لها الموت كالنوم , الجميع ينام فالجميع يموت

فقالت لي : يعني أن الفرصة متاحة أمامي للحاق بأبي ؟

-فيروز ! من قال انه مات ؟؟
ألم اخبرك مرارًا إنه هاجرنا وفقط !
يا صغيرة في الدُنيا يمكن للبعض أن يفارقونا وهم على قيد الحياة 

أسئلتها تجعلني افهم أشياء لم يكن لدي وقت للتفكر فيها ..
أحسست أنها في تلك اللحظة تتمنى لو أنه مات كي تعرف أين مقيم _ في الجنة التي يروح إليها كل مفارق تسألني عنه _ 
أما إجابتي بأنه هاجر وتركها ! كانت مميتة 

دومًا في مثل هذا الشتاء لا أتمنى أكثر من وجودها بجانبي أمام المدفأة , ثم تغفل على صوت "فيروز"
أشارت لي على سبيل الحظ إلى أغنية ما , 
اغنيات فيروز مرقمة لم اسميها ; فكلها تعني لي نفس الشيء 
فوافقتها وبدأت فيروز تشدو بانا وشادي
لتسألني فيروز الصغيرة : ولأين ضاع شادي يا أمي ؟ 

ابنتي إن كان لجيلك حياة بعد كل تلك الحروب سوف تعلمين في يوم من الأيام أن طلسم الحرب مكتوب على كل البلدان وفوق كل التلال يستجيب الشر للمنادي ويهبط على رؤوس البشر أجمع , يبرمجهم على القتال , عدا البعض الذي يُقتل والبعض الذي يصرُخ .. من وقتما كانت فيروز تلعب وأضاعت صديقها ومن وقت ما هاجر أبيك لأن الحرب قتلت الحياة هنا لكنه لم يعد , في وقت بعد عمر إن كان لكم منه شيء ,, فستأتيك حقيقة تسترضيك عن إجابتي المتاحة , لكنها لن ترضيكي ..
طلسم الحرب ابنتي ,, من شرورنا تُكتَب .

هذه ليست إجابتي , لم استطعها ,, بل قلت لها : ان شادي ,, لازال يلعب فوق الثلج .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق